Monday, February 11, 2008

قصيدة رقـمُ هاتفٍ قديم - مظفر النواب









ويمكن الاستماع لقصيدة رقم هاتف قديم وتنزيل الملف الصوتي من هذا الرابط أيضاً


هـذا التسجيل الصوتي جزء من أمسية "مكتبة الأسد" في دمشق وتمت كتابة النص الشعري من خلال الاستماع لهذا التسجيل

مقدمة الأمسية

ألا أُفهـم تنتـابني نـكـهةُ حُـزن، ولكن أشياءٌ كثيرةٌ لا تـُفهـم في هذا الكون، أن يـُتقصد عـدم فهمي؛ فذلك يضع في طريق عشقيَ للناس حجـر




رقـمُ هاتفٍ قديم

أَمـسِ وقفْـتُ على بـَرَدى
بَعـدَ قـليـلٍ تـُمسـي أيـاميَ في الـشام ثلاثيـن مدى
أوراقٌ مزقـَها العشـاق على الماء
وراحـوا دون صـدى
لم يعـد النهـرُ صغير
لم تعد الكـلمات صغيرة
لم يعد الصمـتُ حجـر
أغلـقـنا رغبـات الشـباك برقـة قـلب
ونسينـا الصبـحَ بدون مطر
مر اثنان من العشـاق المبـتدئـيـن
وقالوا عـلبةُ نسيان فارغة
لا تحمل أي خطر
حـدقـت بهم وسكـت مطـر
في الحـزن هناك على بردى
مصطبةٌ وضبابٌ
واثنان كأنهما نسخـةُ حزن منا
شيء لم يتغـير في الشام
عشـقـي وتمر الأيام
عشـقـي ويـرن الهاتـفُ
لم يتوقـف منذ ثلاثيـن يـرن
لـكـن مـن كـثرة ما اسـتعمـله العشق
محـا الأرقـام
وأدرتُ الأرقـامَ الممسـوحةَ مـراتٍ
مراتٍ رد الصمـت
لقد كانوا بالأمـس هنا
ما تركـوا شـيئـا يـُذكـرُ
غـير الصـمت
دع الأيام تـنام
أمـسِ ألوف الناس على بردى
رغم ألوف النسيان
ظـمئـتُ أراهم
أتذكر أرقـام الأمـس
أدرتُ الصفرين
أجاب المقسمُ جـرِّب بثلاثة أصفار
حدقـتُ من الهاتـف في المقـسم في حـزن
لم يـَكُ مقـسـمَ تـلـكَ الأيام
وتساءل طفـلٌ مرَّ بصمتي
هل بغدادُ على بردى؟
أومأتُ بقلبي
وعـلى دجـلـة أيضا تـقـع الشـام

Monday, February 4, 2008

قصيدة لحظة في حمام امرأة أموية ساخنة - مظفر النواب








ويمكن الاستماع لقصيدة لحظة في حمام امرأة أموية ساخنة وتنزيل الملف الصوتي من هذا الرابط أيضاً


لحظة في حمام امرأة أموية ساخنة

مظفر النواب

زقزقت عبقاً
تحت زخات حمامها الأموي
وقامت وإن هي تجلس’
باقة فلٍ إلى إبطها حيث قوس المساء
حيث قوس المساء
أضاء كهوفاً من الشهوات لها زغبٌ يستثير أصابعها
تترسل’ في معجزٍ إنحناء
وإنتهت بالطيوب التي لا تترجم عن دافئين يشقهما
نهر وشمٍ صغيرٍ إلى ما يشاء
وأمرَت على دافئيها ونهرهما
رغوةً من صباح البساتين
واستجمعت فخذيها على نفسها
مثل ضك العصافير رعشاتها في صباح الشتاء
لإستدارتها شجو قيثارةٍ رفع الله دوزانها سلمين
ومما التبتل في خصرها
يرفع الله راحته بالدعاء
وتكاد مناشفها أن تموء بعض أليفٍ
وفي مشطها المتفقه بالمسك والياسمين
جدائل كل النساء
تنثني مثلما يحلم الخيزران
على نوم ساقية في الضباب
تنشف نهرين من وشم سمانتيها
وكيف ينشف ماء بماء
وإستدارت لمرآتها ثنت العري
كيف إحتمالي عريين
عريك هذا وعري المرايا
خذيني لهذا الذي لا يرى في المرايا
وحيث إنضواءاته كبرياء
تكاد تغيم وراء دوار البخار وبخور فتنتها
فآراها بشمي خداً ونهدً وزنداً وخصراً
ومن دون ذلك يأخذ مني الحياء
كوةٌ لصصتني عليها
ونعم التلصص هذا ولكنه ليس يكفي
لقد عرقت مهجتي
حين باح بالياسمين أمير الخفاء